لا شك عندي أن الفكر العربي يعتبر الأكثر ذكاء أو الأكثر دهاء في خارطة شعوب العالم.. والدلائل والبراهين على ذلك كثيرة وعديدة.. ومن سبق له أن انغمس بالعمل والاحتكاك والتعامل مع الأجنبي لعرف ذلك تماماً..
لكن من المؤكد أن هناك رجلاً خارقاً للعادة قد مر على الأجنبي ذات تاريخ فاخترع لهم "التنظيم" وأرشدهم إليه ومن ثم جعله مقدساً لديهم..
والتنظيم بدوره جعل المرء منهم بطبيعته مخلصاً ومنتجاً..
وهذا هو الفرق بيننا وبينهم.. فإن يدان ضعيفتان متحدتان في اتجاه واحد تدفعان شيئاً بعض الشيء ، بينما يدان قويتان متعاكستان نتيجة عملهما صفر.. جمود.. لا حركة!!
انظر حولك.. يميناً.. شمالاً.. خلف أمام ستجد العلة في التنظيم وفقدانه..!
أعرف أن الكثير من الجهات يقول لنا منسوبيهم إن لديهم تنظيماً.. ولكن هل كل ما يسمى بالماء يصلح للشرب.. فلا للخداع نرجوكم..!
إن "التنظيم" بشكله المنفرد الاصطلاحي ليس بالضرورة أن يكون أداؤه أو مؤداه جيداً.. فلا يعني أن جهة ما تعمل وفق تنظيم ما هي جهة ناجحة..
إذاً وحتى لا أخوض في دهاليز كل تنظيم موجود في البلد أقول وباختصار إن العشوائية تطغى على عملنا لتجعل كلاً منا "يبحر" في عالمه ويهيم بينما زميل عمله الآخر يبحر في اتجاه آخر.. وشيئاً فشيئاً حتى انتجنا الأنا والفردية بكل إبداع وجدارة..!!
التنظيم "الفعال" هو من يقتل الفردية ويمحق الأنا ويدحرها داخل النفس.. انه يوحد الجهود ويحدد الأهداف ويرسم النسق ليختصر المسافات على الجميع فيصل "الفرد" ويصل "الجميع".. فهلا وعيتم..!!
م